إلرجاء من الوالدين بعدم التشدد بتخطيط مستقبل اولادهم
وعلى العكس أيضًا من هذا (العضل) في التخصص العلمي بدعوى ضمان فرصة الزواج، نجد شبابًا يرون المسألة من زاوية واقعية، فهناك مَن يرفضون الزواج من موظفات في مهنة معينة، ويقبلون بأخريات لأسباب ليس بينها السن ولا الاختلاط، حيث تغيّرت الظروف ومعايير سن الزواج ارتفعت بشكل عام للجنسين، وإنّما لعنصر دخل الفتاة والإجازة السنوية الطويلة كالمعلّمات مثلاً ، ومع ذلك هل كل مَن تزوّج معلّمة حافظ عليها وعلى أسرته؟ أم ضاعت دوافعه الأولى التي تزوّجها من أجلها، وتبدّلت بمشاكل أخرى؟!
أنا لا أتناول هنا موضوع الزواج من عدمه لذوي تخصصات معينة، وإنّما فقط أؤكد على ضرورة تغيير هذه المفاهيم بعد أن تغيّر الواقع، فكما ينظر بعض الشباب بهذه النظرة الضيقة، هناك الذين يقدّرون مَن تعمل في هذه المهن العظيمة النبيلة كالطب والتمريض، وحتى الصحافة التي لم تشهد بعد إقبالاً وحضورًا كافيًا من المرأة السعودية.
إن تلك المفاهيم لم تعد مقبولة، ليس لأن الاختلاط العام حاصل، وهل نسينا زمنًا مضى كان فيه تعليم الفتاة من المحرّمات، وهو في حقيقته موروث اجتماعي تغيّر كثيرًا، والرافضون أنفسهم جزء من الواقع الحالي، ومن الاختلاط العام؟ وهل يوجد أحد انعزل عنه في الأسواق والعلاج ؟! وهل كنا سنجد مواطنات طبيبات، وممرضات، ومعلمات؟ وكيف سيكون حال نصف المجتمع؟!
من غير المقبول أبدًا أن تحجر أسرة على مستقبل ابنتها، فالتدخل المقبول هو فقط عندما يترتب على اختيارها العلمي والوظيفي ضرر، كأن تكون مخطوبة، أو متزوجة، فلابد من التوافق والتراضي بين الطرفين قبولاً أو رفضًا