قصص جميلة عن تأثير هذا الدين
الشيخ محمد صالح المنجد
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله .(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا و نساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين آمنوا واتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) . أما بعد، فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . عباد الله إن الله – سبحانه وتعالى – قد انزل هذا الدين مهيمنا على سائر الأديان .وشرع هذه الشريعة لتكون الناسخة لجميع الشرائع وجعل معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ـ الدائمة القرآن الكريم ،جعلها سبحانه وتعالى ـ باقيه على مر الدهر ، بخلاف معجزات الأنبياء السابقين ،فإن عصر موسى قد ذهبت، وناقة صالح لا توجد ، وغيرهم من الأنبياء لم يبقى إلا معجزة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقيت معجزته بعد وفاته، لتمتد هذه السنوات الطويلة جدا ، دليلا على بقاء هذا الدين ، فإن الله قد أنزله ليبقى. وبرغم ما تعرض له المسلمون من الفتن الكثيرة، وأنواع العذاب التي صبت عليهم صبا ، وبرغم ما تعرض له هذا الدين من حملات التشويه والتحريف ، وقصد الإساءة وتشويه سمعته وسمعة حملته ، إلا أن الله ـ تعالى ـ أبقاه ، لو تعرض دين آخر لمثل ما تعرض له ديننا لفنى وزال منذ زمن بعيد . لقد بقي هذا الدين سواء بقي حيا في نفوس أتباعه رغم الاضطهاد ، بقي هذا الدين وبقيت آثاره في صمود معلم من معالم الإسلام ، أو ظهور عزة لأحد علماء الإسلام ، أو انجذاب كافر لهذا الدين لشرع أو شعيرة من شعائر الإسلام ، أو تأثر غير مسلمٍ بكتاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ، أو عودة فاسق من الفسقة بعد أن طالت غربته عن هذا الدين إلى هذا الدين مرة أخرى . إن هذه الشواهد وغيرها لتدل دلالة واضحة على أن الله قد أنزله ليبقى ،وأنه لا أمل للكفار مهما حاولوا إطفاء نوره، أو العبث لكي يصدوا الناس عن سبيله ، مهما خططوا وقدروا فقتلوا كيف قدروا فإن الله مبقٍ دينه ومعلن كلمته ولو كره الكافرون . وفي هذه الخطبة أيها الأخوة نتناول بعض الشواهد من هذا العصر لبقاء الدين وعزة أهله. مشاهد تدلك على أنه دين الله حقا وعلى أنه الباقي إلي قرب قيام الساعة صدقا. مشاهد سندور فيها بين أعجمي وعربي، ندور فيها بين عالم وجاهل بعيد عن الدين، بين إنسان قد أطلع عليه وآخر من العوام ليس في قلبه إلا العاطفة ، لنرى يا أخوتي ما نريد به إيماننا من أثر هذا الدين في النفوس . والمشهد الأول مع رجل من الأعاجم من بلاد الإمام البخاري رحمه الله تعالى ـ جاء إلى مكة بعد عشرات السنين من الستار الحديدي الذي أقامته الشيوعية، حائلا بين أهل تلك الديار والاحتكاك ببقية المسلمين. يقول أحد المسلمين الذين يعرفون شيئا من لسان أولئك القوم وهو في مكة، يقول : وأنا أسير في ساحة الحرم متجه إلى الكعبة سمعت صوتا ينادي يا حاج يا حاج ، فالتفت فإذا بحاج قد بدت في وجهه آثار الجهد والإرهاق ، كانت هيئته وملامح وجهه تدل على أنه من بلاد ما وراء النهر قال لي بالأوزبكية مع حركات يديه الكثيرة محاولا إفهامي كم علي أن أطوف بالبيت فأجبته بالاوزبكيه وهي كل ما تبقى لنا من ذكريات بلادنا المنسية : عليك أن تطوف بالبيت سبعة أشواط ، فرأيت السرور داخله بمعرفتي لغته ، ثم ما لبث أن قال باستعجاب سبعة أشواط ، وهل تستطيعون ذلك؟ لقد بلغ الجهد مني مبلغه مني من أول شوط حول البيت وأشار إلى مبنى الحرم الخارجي، ففهمت سبب التعجب ومدى ما أصابه من الإرهاق لقد ظن هذا المسكين أن هذا المبنى كله الحرم هو الكعبة فشرع في الطواف حول الحرم دون تردد من الخارج لأنه لم ير البيت العتيق من قبل، فهو منذ أن جاء إلى جدار الحرم الخارجي شرع في الطواف فقطع تفكيري صوته، قائلا : أستعين بالله وأكمل الطواف ، ثم أخذ بالانصراف فوجدتها فرصه سانحة للتعرف على ما يدور داخل بلاد المسلمين ، فاستوقفته معرضا عليه المساعدة فرحب مسرورا ، ذهبنا سويا إلى داخل الحرم وأشرت إلى الكعبة المشرفة ، وقلت له : هذا بيت الله لا الذي طفت حوله من قبل ، فما هي إلا لحظات حتى رأيت الدموع تنهمر من عينيه ، وقال : يالله هذا هو بيت الله سمعت به كثيرا ولم أره إلا الآن ، فأسرع الخطى نحو البيت وأسرعت معه قائلا : هذا من فضل الله عليك أن يسر لك القدوم إلى بيته وقد حرم منه الكثير، فقال بصوت منتحب : كم سمعت أبي ـ يرحمه الله ـ وهو يدعو ويتمنى رؤية بيت الله ولكن الشيوعيين لم يمكنوه من ذلك فمات وفي قلبه حسرة وألم، لقد ذقنا الكثير مما لا أظن أن أحدا قد ذاقه ،دعنا نطوف بالبيت أولا ثم افصل لك شيئا مما نلناه . وبعد طواف رق له قلبي وذرفت عيناي مما شاهدت من عجيب انكساره بين يدي الله ، وبعد تعارف جرى بيننا قال لي : لم يترك لنا الروس شيئا يمت إلى الإسلام صله إلا وحاولوا إبادته ، حتى أسماءنا لم يتركوها لنا ، والدي أسماني عبد الحكيم ولكنني لا أعرف بهذا الاسم إلا في البيت ، أما رسميا فأسمي حكيموف إن الروس قد فعلوا هذا بالأسماء ، وهي أسماء لا تضرهم ولا تقاومهم فماذا تظن انهم فعلوا في علماءنا ومشايخنا الذين يعلموننا القرآن والسنة . دعني أقص عليك طريقة بعض علماءنا يتبعونهم في تعليم الصبية كتاب الله ، ويراقبونهم في كل شيء ومنعوا من كل وسيلة من وسائل التعليم حتى كان الشيخ يصعد فوق سقف المنزل من الداخل بسلم ويصعد الطلاب خلفه ثم يرفع السلم إليه ويخبؤه ويلقي الدرس بصوت خافت ،لكي لا يعلم أحد بهم، وقل مثل ذلك في مخازن تحت المنزل. كان الشباب في المصانع إذا أرادوا مذاكرة ومراجعة شيء من العلم اجتمع كل أربعة أو خمسة في وقت تناول الطعام ويتحدث كل واحد بما عنده دون أن يلتفت إليه الباقون لكي لا يعلم بأمرهم حتى الصلاة التي هي عماد الدين كان الواحد منا يذهب ويختبئ بعيدا ويصليها سريعة ويعود لكي يذهب الأخر لم نكن نعرف صلاة الجماعة وما عرفناها منذ زمن بعيد . كم أشعر بالآسى على مشايخنا وعلماءنا الذين كان لهم الفضل بعد الله في بقاء دينه في بلادنا . لم نستطع أن نقدم لهم أبسط حقوق المسلم لم نستطع أن نغسلهم ونكفنهم وأن نشيع جنازتهم فماتوا ودفنوا حسب مراسم الدفن الشيوعية . والشاهد أيها الأخوة أن دين الله بقي في تلك البلاد بمثل هذه الوسائل التي عاشت تحت الضغط والقهر والإكراه والحصار لكن بقي دين الله . لو أن دينا آخر في بلاد الشيوعيين حصل له ما حصل لهذا الدين لكان فنى منذ زمن بعيد. أليس في هذا الدين دليلا على عظمة هذا الدين ؟ أليس في هذا دليلا على أن الله اختاره ليبقى ؟ ومع موقف أخر لأثر من آثار هذا الدين في نفس أحد العلماء في هذا العصر، الذي يتبين لك به يا أيها المسلم عزة العالم وتعففه وجرأة وعدم رضوخه لا للترهيب ولا استجابته للترغيب .كان الشيخ سعيد الحلبي من كبار الأساتذة في القرن الماضي ، وكان يلقي مرة درسا في جامع من جوامع دمشق فجاء إبراهيم باشا الحاكم في وقته ، وهو من القسوة والعنف بمكان والجبروت والاعتداء والقتل والبطش، دخل المسجد مع بعض شرطته وعساكره ووقف أمام الباب ،وكان الشيخ يشكو ألما في رجله وكان مادا رجله إلى الأمام ، لأنه كان مستندا إلى جدار المحراب ، ويلقي الدرس ورجله ممدودة للعلة إلى باب المسجد، فدخل هذا الوالي المعروف بظلمه ومعه العسكريون و الشرطة ، ووقف بالباب ينظر إلى الشيخ ، وانتظر أن يقبض الشيخ رجله احتراما له ، لكن الشيخ لم يفعل فخاف التلاميذ على شيخهم من السيف ،وقبضوا ثيابهم لئلا تصاب بدمه، ولكن الوالي وقف برهة ثم انصرف ورجع، وبعد ذلك استدعى أحد من خدمه وأعطاه صرة من الدنانير الذهبية ،وقال له: تقدم إلى سيدنا الشيخ وقل له هذه هديه من إبراهيم باشا ، فلما جاء بها الخادم إليه قال الشيخ كلمته المشهورة التي تُغني عن ألف كتاب قال له : قل لسيدك إن الذي يمد رجله لا يمد يده . وهذا مثال من أمثلة علماء الحق وعلماء الشريعة الذين زخرت بهم هذه الأمة وهو شاهد أخر من الشواهد على أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يُقيض لهذا الدين من يقوم به وأن الله ـ سبحانه ـ يخلق رجالا يصطنعهم من مواقف تسري بسيرهم الركبان . إنه دليل على أن هذا الدين باق وأن الله سيبعث له من يجدده في كل رأس مائه سنه، فاستبشروا برحمة ربكم يا أيها المسلمون . ثم ننتقل إلى مشهد ثالث من رجل عامي من عوام المسلمين ليس بفقيه بل ليس بسوي الخلقة إنه أعمى لم يبصر، ولم يكلم ذلك الرجل ،لكنه كان سببا في هدايته فوجه السؤال التالي إلى رجل ألماني قد اعتنق الإسلام ، وهو يحمل شهادات عليا في أحد المجالات ،فقال: إن أول معرفتي بالإسلام تعود إلى أيام الشباب عندما كان في رحلة إلى ألبانيا ،أثناء عطلة دراسية ،وبينما هو يسير في أحد الشوارع الضيقة اصطدم بأحد الرجال، ولما تبينه واعتذر له عرف انه أعمى لا يبصر ولم يفقه الأعمى شيئا من اعتذار الرجل لأنه لا يفقه لغته ،ومع ذلك فإن هذا الكفيف يمسك بيد الرجل الذي اصطدم به بإصرار و يسير به حتى المنزل منزله هو ويقدم له الضيافة وما تيسر من الطعام ،يقول هذا الرجل الألماني : لقد جلست ف يبيت الألباني المسلم معجبا به كيف أضافني وهو لا يعرفني وأكرمني لمجرد أني اصطدمت به في الطريق ،لكن أمرا قد انطبع في حسي إنها تلك الحركات التي كان الرجل يأتي بها في زاوية من منزله بعد أن أضافني لقد علمت فيما بعد أنها صلاة المسلمين ومنذ أن رأيت ذلك الرجل الذي أكرمني واحترمته سألت عن هذا الذي يفعله فعلمت أنها الصلاة و أنها من دين الإسلام فكان ذلك سببا في إسلامي . يبقى هذا الدين في نفوس العامة وبعض الخيرين يبقى محركا له ،تبقى الأخلاق الإسلامية في نفوس بعض الطيبين ولو كانوا من العامة دليلا على بقاء هذا الدين في الواقع ، وأن الله قد اصطفاه ليبقى . وننتقل الآن إلى شعيرة من الشعائر الإسلامية التي فرط فيها كثير من المسلمات والتي اعرض عن التنبيه عليها كثير من أولياء الأمور و الآباء و الإخوان أإلا وهي الحجاب ، لنعرف أيها الاخوة كيف يكون الحجاب وهو أمر من الشريعة سببا في إدخال امرأة كافرة في دين الله ، هي فتاة أمريكية يميزها حجابها الشرعي الذي ترتديه وحرصها على حضور الحلقات التي يتم عقدها في مسجد المدينة الأمريكية التي تقطنها وتستعير كتبا باستمرار من مكتبة المسجد فهي حريصة على ذلك ، كيف أسلمت ؟